ما يُنْفِقُ مَغْرَماً وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٩٨) وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللهِ وَصَلَواتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٩٩) وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٠٠))
٩٧ ـ (الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً ...) أي الأعراب الذين كانوا حول المدينة ، وإنما كانوا أشد كفرا لأنهم قساة جفاة ، ليس فيهم ليونة المدنيّين ، فهم أبعد عن سماع الدعوة وقبول الرسالة السماوية. وهذا يعني أن الكفار من سكان البوادي يكونون أشد كفرا من الحضر بسبب بعدهم عن مجالس العلم والتوعية فهم متمسّكون بعاداتهم حسنة كانت أو قبيحة (وَ) هم (أَجْدَرُ) أي أحرى وأولى (أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ ما أَنْزَلَ اللهُ) أي أن يقوموا بفرائض الله تعالى وما شرح من حلال وحرام ، وما أنزله (عَلى رَسُولِهِ) الكريم بواسطة الوحي ليبلّغه للناس (وَاللهُ عَلِيمٌ) بأحوال هؤلاء الأعراب وغيرهم (حَكِيمٌ) فيما يقرّر بشأنهم.
٩٨ ـ (وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ مَغْرَماً ...) يعني أن من منافقي هؤلاء الأعراب من يعتبر أن النفقات التي يصرفها في سبيل الجهاد أسوة بغيره من المسلمين ، هي نفقات فرضت عليه غرما وضريبة لحقت به