السابقة ، وهو في هذه الآية الشريفة خطاب لرسوله (ص) يقول له فيه : إذا انصرف هؤلاء عن الحقّ وعن اتّباعك ، وأعرضوا عمّا تدعوهم إليه من الإقرار بوحدانيّة الله وبصدق نبوّتك ، فقل حسبي الله : أي هو كافيّ ، ويكفيني رضاه وعنايته (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) وما من ربّ سواه يستحق العبودية (عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ) وكلت إليه أموري ووثقت به واعتمدت عليه وفوضت أموري إليه لأنه هو ربّي (وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) وربّ كل شيء فعلا ، ولكنه ذكر العرش بالخصوص هنا تفخيما لشأنه عزّ وعلا ، لأن العرش كناية عن الملك والسلطان في السماوات والأرضين.
وقد قيل إن هذه الآية هي آخر آية نزلت من السماء. وقال قتادة : آخر القرآن عهدا بالسماء هاتان الآيتان ، خاتمة براءة.
* * *