صعيد واحد (وَعْدَ اللهِ حَقًّا) أي : أنه سبحانه وعد بذلك عباده وعدا صادقا. فلفظة (وَعْدَ) منصوبة على المصدر بإضمار الفعل (وَعْدَ) و (جَمِيعاً) منصوبة على الحال بتقدير : إنه يرجعكم إليه مجموعين ، كما أن لفظة (حَقًّا) منصوبة على المصدر ، أي حقّ ذلك حقّا كما بيّناه في مكان آخر (إِنَّهُ) جلّ وعلا (يَبْدَؤُا الْخَلْقَ) ينشئه ابتداء وعلى غير مثال (ثُمَّ يُعِيدُهُ) بعد موته كما كان في إبّان الحياة (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) أي ليعطيهم ثواب أعمالهم الحسنة (بِالْقِسْطِ) أي العدل الذي لا ينقص من أجر أعمالهم شيئا (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ) ماء حارّ غاية الحرارة من شدة نار جهنّم (وَ) لهم (عَذابٌ أَلِيمٌ) موجع غاية الوجع (بِما كانُوا يَكْفُرُونَ) أي بسبب كفرهم وجزاء لهم عليه.
* * *
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ ما خَلَقَ اللهُ ذلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٥) إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما خَلَقَ اللهُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (٦))
٥ ـ (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً ...) أي أن هذا المتوحّد في الربوبيّة والخلق والتدبير هو الذي جعل الشمس ضياء يشرق بها النهار (وَالْقَمَرَ نُوراً) ينير الليل بما يستمدّه من الشمس لأنه قبالتها. والضياء لغة وفعلا أبلغ من النور. فقد خلق القمر مرآة تنعكس عليه أشعة الشمس ليردّها بدوره إلى الأرض ليلا (وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ) أمكنة ينتقل من واحدة منها إلى واحدة بحسب الفصول الطبيعية المنتظمة ، وجعله كذلك (لِتَعْلَمُوا) أي