(وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (١١) وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٢))
١١ ـ (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ ...) أي لو أن الله سبحانه يعجّل في استجابة دعاء النّاس على أنفسهم بالشرّ ، أو على أولادهم وأهلهم حين يتضجّرون من شيء ويقولون : أمات الله فلانا ، ولعن الله أبا فلان ، ولا بارك الله في رزق فلان ولا في عمره (اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ) يعني كما يعجّل لهم إجابة أدعيتهم في طلب الخير إذا استعجلوه ـ لو فعل ذلك (لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ) أي لأهلكهم وفرغ من تدميرهم وتقويض عيشهم لمجرّد أدعيتهم بالسوء ، ولكنه يمهل الإجابة ويفسح لهم في مجال التوبة رحمة منه وتجاوزا. وقيل معناه : ولو يعجّل الله للناس العقاب الذي يستحقونه بمعاصيهم ، كما يستعجلون هم خير الدّنيا ، لأفنيناهم بإجابة دعائهم على أنفسهم وعلى غيرهم بالشّر (فَنَذَرُ) نترك وندع (الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا) الذين لا يصدّقون بالبعث ، نذرهم (فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) أي يتحيّرون في كفرهم وتماديهم في الظلم. والعمه هو شدة الحيرة ، نعوذ بالله منه.
١٢ ـ (وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا ...) أي إذا أصابه البلاء والمشقة أو المحنة في الدنيا ، دعانا وابتهل إلينا وتضرّع (لِجَنْبِهِ) وهو مضطجع نائم على جنبه (أَوْ قاعِداً) أو جالسا (أَوْ قائِماً) أو واقفا ، وفي كل حال من هذه الأحوال ، يعني أنه يلحّ في الدعاء لكشف ضرّه وسؤال العافية منه (فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ) أي عند ما أزلنا عنه ذلك الضرّ الّذي أصابه