بأبدع بيان ، و (أُولئِكَ) المسيئون هم (أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) واضح المعنى وعرضنا له سابقا.
أما (جَزاءُ سَيِّئَةٍ) فارتفع على أنه مبتدأ وخبره : بمثلها ، على كون الباء زائدة ، وهي مثل : وجزاء سيئة سيئة مثلها. أو أن الجارّ والمجرور متعلّقان بخبر محذوف ، والتقدير : جزاء سيئة كائن بمثلها. وقيل أيضا : ارتفع (جَزاءُ) على أنه فاعل لفعل مضمر بتقدير : استقرّ لهم جزاء سيئة بمثلها ، ولوضوح المعنى حذف (الفعل) ثم حذف (لَهُمْ) لأن الكلام يدل عليهما. ثم قيل أيضا : جزاء : مبتدأ ، والخبر محذوف تقديره : لهم جزاء ... أو جزاء سيئة بمثلها كائن.
* * *
(وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ وَقالَ شُرَكاؤُهُمْ ما كُنْتُمْ إِيَّانا تَعْبُدُونَ (٢٨) فَكَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغافِلِينَ (٢٩) هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٣٠))
٢٨ ـ (وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ...) نحشرهم : أي : نجمعهم يوم الحشر والجمع كما سمّاه سبحانه وتعالى. والمعنى : أننا يوم نجمعهم من كل حدب وصوب إلى موقف القيامة (ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا) نخاطبهم بواقع الحال ونترفع عن مكالمتهم لأنهم أشركوا معنا غيرنا : (مَكانَكُمْ) أي الزموا مكانكم ، وقفوا واثبتوا فيه (أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ) ومعكم شركاؤكم من الأوثان والأصنام لأننا حشرناها معكم ، فإننا سنسألكم ونسألها. ولفظة : (جَمِيعاً) نصبت على الحال ، أي : نحشرهم مجموعين. أما لفظة :