سوء عملكم ووزره. والآية وعيد شديد منه سبحانه وتعالى للمكذّبين ، وهي كقوله عزوجل : (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ، لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ ، وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ ..) إلخ.
* * *
(وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ (٤٢) وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ (٤٣) إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٤٤))
٤٢ ـ (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ ...) أي ومن هؤلاء الكفار المعاندين من يستمع : أي يطلب سماع ما تتلوه وما تدعو إليه بدافع الرّد على قولك لا بدافع الفهم والتبصّر ، ولذلك كانوا أهلا للذم (أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَ) أي هل تقدر يا محمد أن توصل صوتك إلى الصّم الذين لا يسمعون (وَلَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ) أي : حتى ولو كانوا في غاية الجهل؟ وهذا كقول الشاعر : أصمّ عمّا ساءه سميع. أي يسمع ما يحب ، ويصم سمعه عمّا يكره.
٤٣ ـ (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ ...) أي ومن هؤلاء الكفار من ينظر إلى أقوالك وأفعالك نظرا عاديّا لا عبرة فيه ولا سعي وراء الحقيقة كمن يريد أن يستفيد من نظره (أَفَأَنْتَ) أي هل أنت يا محمد (تَهْدِي) تدل (الْعُمْيَ) على طريقهم وترشدهم إليه (وَلَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ) أي لا ينظرون المعالم التي تدلّهم عليها؟. وفي هاتين الآيتين استفهام منه جلّ وعلا يدل به على النفي والإنكار ، إذ لا يقدر أحد على ردع الصّم الّذين يسمعون القول ليطعنوا فيه ، ولا على هداية العمي الذين ينظرون إلى قول