النبي (ص) وفعله نظر المكذّب المنكر.
٤٤ ـ (إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً ...) أكّد سبحانه في هذه الآية حقيقة ما هو عليه عزوجل من عدم ظلم الناس ، وأنه يوفّيهم جزاء أعمالهم غير منقوص لأنه منزّه عن الظلم والجور (وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) أي ولكن العباد العاصين يظلمون أنفسهم بأنفسهم حين ينصرفون عن دعوته سبحانه ويمضون على طيّتهم مع هوى نفوسهم. وجملة المعنى أن الله لا يمنع أحدا من الانتفاع بما أنزله عليك يا محمد ، ولكن الكفار يظلمون أنفسهم بسوء اختيارهم وبترك النظر في صدق دعوتك وفي صدق ما نزل به القرآن. وفي هذا ردّ لقول المجبرة واضح.
* * *
(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ ساعَةً مِنَ النَّهارِ يَتَعارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللهِ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ (٤٥) وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللهُ شَهِيدٌ عَلى ما يَفْعَلُونَ (٤٦) وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٤٧))
٤٥ ـ (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنَ النَّهارِ ...) انتقل سبحانه بخطابه إلى آخر مرحلة مع هؤلاء الكفار وهي يوم يحشرهم : أي حين يجمعهم يوم القيامة من كل مكان يرون (كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا) كأنّهم لم يبقوا قبل البعث إلّا (ساعَةً) من الزمن كجزء (مِنَ النَّهارِ) الذي هو من الفجر إلى أول الليل. فحالهم حال من يرى أيامه كلّها وبقاءه في الدّنيا كأنها ساعة من النهار ، أي أنهم استقلّوا مكثهم فيها وحسبوه ساعة واحدة سريعا ما