(فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ (٩٤) وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخاسِرِينَ (٩٥) إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ (٩٦) وَلَوْ جاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ (٩٧))
٩٤ ـ (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ ...) هو خطاب للنبيّ صلىاللهعليهوآله اختلف المفسرون في معناه لأن محمدا (ص) معصوم عن أن يشك أو يرتاب في ما نزل عليه من ربّه من الوحي. قال الزجاج : إن الله يخاطب النبيّ (ص) وذلك الخطاب شامل للخلق ، فالمعنى : فإن كنتم في شك فاسألوا ... والدليل عليه قوله في آخر السورة : يا أيها الناس إن كنتم في شكّ من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذي يتوفّاكم ، الآية .. فاعلم أن نبيّه (ص) ليس في شك .. وقيل : إن الخطاب له (ص) وإن لم يشكّ وعلم الله سبحانه أنه غير شاكّ ولكنّ الكلام خرج مخرج التقرير والإفهام كما يقول الأب لابنه : إن كنت ابني حقّا فأطعني. وقيل أيضا : (فَإِنْ كُنْتَ) أيها السامع (فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا) على لسان نبيّنا (إِلَيْكَ) وذكر الزجّاج وجها آخر هو أن يكون «إن» بمعنى (ما) أي : ما كنت في شكّ بما أنزلنا عليك ومع ذلك (فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ) كالأحبار وكعبد الله بن سلام وتميم الدارمي وغيرهم ممّن يعرفون نعوتك وصفاتك في كتبهم التي بشّرت بك ، أي : لسنا نريد بأمرك أن تسأل لأنك شاكّ ولكن لتزداد إيمانا كما جرى لإبراهيم (ع) حين قال له : أولم تؤمن؟ قال : بلى ، ولكن ليطمئنّ قلبي ، فالزيادة في التعريف لا تبطل العقيدة. وقيل أخيرا : إن المراد بالشكّ الضّيق والشدّة ، أي : فإن كنت تضيق ممّا