٢٥ ـ (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ ...) انتقل سبحانه إلى قصة نوح (ع) بعد ذكر المؤمنين والكافرين والوعد والوعيد ، فقال عزّ من قائل : قد بعثنا رسولنا نوحا إلى عشيرته فقال لهم : (إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ) فسّرناه سابقا. والحكاية تعني مثلا من أمثلته تعالى لرسوله عن رسله السابقين وما لاقوا من أممهم وعناد جبابرتها. فقد قال نوح (ع) لقومه : جئتكم منذرا :
٢٦ ـ (أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ ...) أي أن توحّدوا الله وتعبدوه ولا تعبدوا غيره (إِنِّي أَخافُ) أخشى وأحذر (عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ) أي عذابه مؤلم موجع سواء كان عذابا في الدنيا أو في الآخرة وقد قال (أَخافُ) لأنه لا يعرف هل يسمعون ويطيعون أم لا ، وهو لطف في الدعوة مع علمه بأن عقاب الكفار كائن لا محالة. وجملة : أن لا تعبدوا يمكن أن يكون موضعها النّصب بأن كما هو الظاهر ، ويمكن أن يكون الجزم ب (لا الناهية).
* * *
(فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما نَراكَ إِلاَّ بَشَراً مِثْلَنا وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ (٢٧) قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ (٢٨))
٢٧ ـ (فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ...) أي فأجابه رؤوس الكفر والضلال من قومه قائلين : (ما نَراكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنا) يعني أنك إنسان مثلنا لا فرق بيننا وبينك ، زعما منهم بأن الرسول ينبغي أن يكون من غير جنس المرسل إليهم ، جاهلين بأن الرسول الذي يكون مثلهم يكون أحسن