(حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَما آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ (٤٠) وَقالَ ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (٤١) وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ وَكانَ فِي مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ (٤٢) قالَ سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ قالَ لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ وَحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (٤٣))
٤٠ ـ (حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا ...) لفظة (حَتَّى) متعلّقة بقوله تعالى : (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا). أي استمرّ العمل والحوار حتى جاء أمر الله وحلّ قضاؤه بإنزال العذاب على قوم نوح (ع) (وَفارَ التَّنُّورُ) أي ارتفع الماء فيه بشدّة وخرج مندفعا. والتنّور حفرة في الأرض مستديرة توقد فيها النار ويخبز على جوانبها دقائق الخبز. وقيل : فار الماء من تنور كان لنوح (ع) ونبع من مكان غير معهود بنبع الماء منه لأنه موقد للنار ، وهذا آية معجزة لنوح عليهالسلام. واختلفوا في مكان ذلك التنور من بقاع الأرض ، فقيل كان في دار نوح بعين وردة من أرض الشام ، وروي عن أئمة أهل البيت عليهمالسلام أنه كان في ناحية الكوفة ، وروى المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليهالسلام في حديث ، قال : كان التنور في بيت عجوز مؤمنة في دير قبلة ميمنة مسجد الكوفة. قال : فكيف كان بدء خروج الماء من ذلك التنور؟ قال : نعم ، إن الله أحبّ أن يري قوم نوح آية ، ثم إن الله أرسل عليهم المطر يفيض فيضا ، وفاض الفرات فيضا ، وفاضت العيون كلها فيضا ،