(قَوْلُهُ الْحَقُ) أي الثابت الذي تجب طاعته والإذعان إليه والتصديق به ، وأريد به مطلق أقواله جلّ وعلا (وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) أي له الملكية والسّلطة والسطوة والأمر حين النفخ في الصور لبعث الخلائق بعد الموت ، حيث لا ملك لغيره. وقد قيل إن الصّور قرن عظيم ذو عقد يحدث النفخ فيه صوتا عظيما يوقظ الموتى ويعيد الأحياء ، والنافخ فيه إسرافيل عليهالسلام. وهو سبحانه (عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) أي العارف بغيب السماوات والأرض وبما خفي على المخلوقين ، والمشاهد لما استتر عنهم والشاهد على كل حركة ونأمة في الأحياء والجمادات (وَهُوَ الْحَكِيمُ) في أقواله وأفعاله (الْخَبِيرُ) العالم بكل شيء بدقة غير مستطاعة لغيره.
* * *
(وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً إِنِّي أَراكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٧٤) وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (٧٥) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (٧٦) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (٧٧) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قالَ يا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (٧٨) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٧٩))