يجار منها ظالم بعد قوم لوط فاتّقوها يا جبابرة قريش وجبابرة الزمن. و (مُسَوَّمَةً) منصوبة على أنها صفة للحجارة في الآية السابقة.
* * *
(وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (٨٤) وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (٨٥) بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (٨٦))
٨٤ ـ (وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً ...) يعني : وأرسلنا إلى أهل مدين شعيبا. ومدين هي المدينة التي كانت القبيلة تقيم فيها ، وتنسب إلى مدين بن إبراهيم (قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ) فسّرناه قريبا (وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ) أي لا تطفّفوا الكيل لكم وتنقصوا من حقوق الناس (وَ) لا (الْمِيزانَ) حين تزنوا لهم (إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ) أي في خصب ونعمة ورخص أسعار ومال ورفاهية ولا تحتاجون إلى نقص المكيال والميزان (وَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ) أي : أخشى عليكم عذابا لا يفلت منه أحد ولذلك وصفه بالإحاطة. وقيل عنى به عذاب يوم القيامة أو أن وصفه كذلك يهول النفس.
٨٥ ـ (وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ ...) أي أدّوا حقوق الناس عند الكيل أو الوزن بالعدل (وَلا تَبْخَسُوا) أي لا تنقصوا (النَّاسَ أَشْياءَهُمْ)