ظنّهم أن آباءهم كانوا على حقّ فهم على آثارهم مقتدون ، وكمثل ظنّهم أنهم لن يبعثوا وكغير ذلك من الأوهام التي يتّبعونها (وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) أي يكذبون على الله سبحانه ويذهبون مع حدسهم وظنّهم وتخمينهم الذي ينبع من قلوبهم ويجري على ألسنتهم نفاقا منهم ومن شياطين الإنس والجن.
١١٧ ـ (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ ...) أي أنه سبحانه أعلم ، وهي على صيغة أفعل التي لا يعلوها شيء ، فهو أكثر علما من كلّ عليم ، يعرف الضالّين عن سبيله : أي طريقه التي هي طريق الحق والصواب (وَهُوَ أَعْلَمُ) كذلك (بِالْمُهْتَدِينَ) الذين اتّبعوا سبيله وسلكوا طريقه. وهو جلّ وعلا أعلم بالفريقين من كل عالم بهما.
* * *
(فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآياتِهِ مُؤْمِنِينَ (١١٨) وَما لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ ما حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ (١١٩) وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِما كانُوا يَقْتَرِفُونَ (١٢٠) وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (١٢١))