هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١٨)]
قوله سبحانه : (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا)
في تفسير القمّي : أنّها نزلت بعد بدر لمّا رجع رسول الله [من بدر] إلى بني قينقاع وهو يناديهم ، وكان بها سوق يسمّى : سوق النبط ، فأتاهم رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ فقال : يا معشر اليهود! قد علمتم ما نزل بقريش وهم أكثر عددا وسلاحا وكراعا منكم ، فادخلوا في الإسلام. فقالوا : يا محمّد! إنّك تحسب حربنا مثل حرب قومك ، والله لو قد لقيتنا للقيت رجالا ، فنزل عليه جبرئيل فقال : يا محمّد! (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ) ـ إلى قوله ـ : (لِأُولِي الْأَبْصارِ). (١)
أقول : وروي قريب منه من طرق العامّة. (٢)
وفي المجمع نسب إلى رواية أصحابنا ، وذكر قريبا منه. (٣)
وهذا من جملة إخبارات القرآن بالقضايا قبل وقوعها ، وقد صدّق الله وعده هذا في اليهود حتّى نزل فيهم سورة الحشر فقال فيها : (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ) (٤) وقد قال هاهنا : (سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ).
قوله سبحانه : (يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ)
__________________
(١). تفسير القمّي ١ : ٩٧.
(٢). سنن أبى داود ٢ : ٣٣ ، الحديث : ٣٠٠١ ؛ سنن الكبرى ٩ : ١٨٣ ؛ فتح الباري ٧ : ٢٥٦ ؛ الدر المنثور ٢ : ٩ ؛ تفسير القرطبي ٤ : ٢٣ ؛ تفسير ابن كثير ١ : ٣٥٨.
(٣). مجمع البيان ٢ : ٢٤٥.
(٤). الحشر (٥٩) : ٢.