الخفي سمّي خبرة ، ونفس العلم أعمّ من حيث المتعلّق ، فالشهادة هو العلم المأخوذ ممّا لا خفاء فيه ، وأداؤها حيث كان كشفا عنها ، والكشف عن الشيء ملحوظ طريقا لا موضوعا أغمض عنه وسمّى أداء الشهادة شهادة بهذه العناية ، وإذ كان علمه سبحانه بذاته أو بغيره حضوريّا هو نفس المعلوم من ذاته أو غيره في الخارج كانت الشهادة وأداء الشهادة هناك واحدا بحسب الخارج ، وإن اختلفا بحسب اللفظ ، وهو المصحّح لقوله : (قائِماً بِالْقِسْطِ) كما عرفت ، والمشهود بهذه الشهادة إذا اخذ على نحو الحضور دون الحصول ، كان مختصّا به سبحانه غير قابل للتعدّد ، وإن تعدّد الشهود.
ولعلّ هذا هو الوجه في إتيان قوله : (قائِماً بِالْقِسْطِ) بالإفراد ، فإنّما الشهادة واحدة والقيام بالقسط واحد ، وهو لله سبحانه ، وفيه كفاية ، فافهم. (١)
*
__________________
(١). وقد ورد في بعض الروايات أنّ (أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ) هو الإمام ، واللفظ لا يساعد عليه وإن احتمل كونه حالا عن أولى العلم باعتبار كلّ واحد ، لكنه بعيد لا يحمل على مثله الفاظ القرآن. [تفسير العيّاشي ١ : ١٦٦ ، الحديث : ١٩] ، [منه ـ رحمهالله ـ].