اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (٢٧)]
قوله سبحانه : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ)
قد عرفت أنّ الإسلام معنى ذو مراتب ، فالكلام إنّما اشتمل على نفس المعنى وإنّما يختلف باختلاف الجملة ، فإهمال الكلام لا يوجب قصره على مرتبة مّا ، كالشهادتين لسانا فقط. وعليه ينطبق ما في تفسير العيّاشي عن محمّد بن مسلم ، قال : سألته عن قوله : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ) ، فقال : الذي فيه الإيمان. (١)
وما عن ابن شهر آشوب عن الباقر ـ عليهالسلام ـ في الآية ، قال : التسليم لعليّ بن أبي طالب بالولاية. (٢)
أقول : ومعناهما واضح بما مرّ.
وعنه أيضا عن عليّ ـ عليهالسلام قال : لأنسبنّ الإسلام نسبة لم ينسبها أحد قبلي ، ولا ينسبها أحد بعدي ، الإسلام هو التسليم ، والتسليم هو اليقين ، واليقين هو التصديق ، والتصديق هو الإقرار ، والإقرار هو الأداء ، والأداء هو العمل ، المؤمن أخذ دينه عن ربّه ، إنّ المؤمن يعرف إيمانه في عمله ، وإنّ الكافر يعرف كفره بإنكاره. أيّها الناس دينكم دينكم ، فإنّ السيّئة فيه خير من الحسنة في غيره ، إنّ السيّئة فيه تغفر ، وإنّ الحسنة في غيره لا تقبل. (٣)
__________________
(١). تفسير العيّاشي ١ : ١٦٦ ، الحديث : ٢٢.
(٢). المناقب ٣ : ٩٥.
(٣). تفسير القمي ١ : ٩٩ ـ ١٠٠ ؛ معاني الأخبار : ١٨٦ ، الحديث : ١ ؛ والأمالي للصدوق : ٣٥١ ، الحديث : ٤ ؛ روضة الواعظين ١ : ٤٣ ؛ و... روي مع اختلاف.