أوّلا : بأنّ أساس التهوّد والتنصّر هو نزول التوراة والإنجيل ، وقد كان إبراهيم ـ عليهالسلام ـ قبل الكتابين جميعا بقرون كثيرة.
وثانيا : إنّ إبراهيم ـ عليهالسلام ـ كان حنيفا مسلما لله ، وما كان متّخذ شريك له تعالى كاليهود والنصارى ، فما كان من إحدى الطائفتين ، بل كان على دين النبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ ، وهو الإسلام ، وهو صلىاللهعليهوآله ومن آمن به هم الأولى به دون اليهود والنصارى ، والله وليّ للمؤمنين ، فهو وليّ لهم دون المشركين.
وفي تفسير العيّاشي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ في قوله : (ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرانِيًّا) ، قال : قال أمير المؤمنين : لا يهوديّا يصلّي إلى المغرب ، ولا نصرانيّا يصلّي إلى المشرق ، ولكن كان حنيفا مسلما على دين محمّد ـ صلىاللهعليهوآله ـ. (١)
وفي الكافي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ : خالصا مخلصا ، ليس فيه شيء من عبادة الأوثان. (٢)
قوله سبحانه : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ)
في المجمع قال أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ : إنّ أولى الناس بالأنبياء أعملهم بما جاؤوا به ، ثمّ تلا هذه الآية وقال : إنّ وليّ محمّد من أطاع الله وإن بعدت لحمته ، وإنّ عدوّ محمّد من عصى الله وإن قربت لحمته. (٣)
__________________
(١). تفسير العيّاشي ١ : ١٧٧ ، الحديث : ٦٠ ؛ البرهان في تفسير القرآن ٢ : ٤٢٤ ، الحديث : ٢.
(٢). الكافي ٢ : ١٥ ، الحديث : ١ ؛ تفسير الصافي ٢ : ٦٢.
(٣). مجمع البيان ٢ : ٧٧٠ ؛ ربيع الأبرار ٣ : ٥٦٠.