وقد روي : أنّ الحرث الذرّيّة ، وأنّه الدّين ، وأنّه الزرع ، (١) والأمر في التطبيق سهل.
قوله سبحانه : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ)
في أمالي الشيخ عن عليّ بن الحسين ـ عليهالسلام ـ في الآية ، قال : «نزلت في عليّ حين بات على فراش رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ». (٢)
أقول : تظافرت الروايات من الفريقين أنّها في عليّ ـ عليهالسلام (٣) ـ ، وممّا لا يعبأ به ما قيل : إنّها نزلت في صهيب بن سنان ، أراده المشركون على ترك الإسلام وقتلوا نفرا كانوا معه ، فقال : أنا شيخ كبير ؛ إن كنت معكم لم أنفعكم ، وإن كنت عليكم لم أضرّكم ، فخلّوني وما أنا عليه وخذوا مالى ، فقبلوا منه ماله وأتى المدينة ... القصّة. (٤)
وأنت خبير بأنّ سياق قوله : (مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) لا يساعد عليه.
وأمّا قوله : (وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) [ف] لعلّ المراد : أنّه رؤوف بالعباد في بعثه مثل هذا الشاري ؛ ليتسبّب بذلك إلى نجاة رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ من أيدي الكفّار ، فلا ينطفئ نور الله ، والله متمّ نوره.
__________________
(١). راجع : تفسير العيّاشي ١ : ١٠٠ ، الحديث : ٣٨٧ ؛ بحار الأنوار ٩ : ١٨٩ ، الحديث : ٢٣.
(٢). الأمالي للطوسي : ٤٤٦ ، الحديث : ٩٩٦.
(٣). شرح الأخبار ٢ : ٣٤٥ ، الحديث : ٦٩٤ ؛ العمرة : ٢٤٠ ، الحديث : ٣٦٧ ؛ الغدير ٢ : ١٠١.
(٤). بحار الأنوار ٢٢ : ٣٥٣ ، الحديث : ٧٤.