الماضية ؛ وقد قال سبحانه : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ) (١) وقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فيما رواه الفريقان : «والذي نفسي بيده ، لتركبنّ سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة ؛ حتّى لا تخطئون طريقهم ولا يخطئكم سنّة بني إسرائيل». (٢)
على أنّ هذه القضايا التي أخبرنا بها أئمّة أهل البيت ـ عليهمالسلام ـ من الملاحم المتعلّقة بآخر الزمان ، وقد أثبتها الرواة والنقلة في كتب محفوظة النّسخ عندنا ، مؤلّفة مودعة سابقة على الوقوع بقرون كثيرة ، نشاهد كلّ يوم صحّة شطر منها من غير زيادة ونقيصة ، فلنتحقّق صحّة جميع مضامينها ، ولا دليل على الاستحالة كما عرفت ، وسيجيء الكلام في الآيات المتعلّقة بالرجعة أو الظهور كلّ في محلّه.
قوله سبحانه : (سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ ...)
وقوع الآية ـ وهي تقرع بني إسرائيل بالعقاب الواقع على كفرانهم النعمة ـ عقيب الآيات السبع ، مشعر بأنّ قوله : (هَلْ يَنْظُرُونَ ...) الآية إنذار بأمر واقع.
*
__________________
(١). البقرة (٢) : ٢١٤.
(٢). تفسير العيّاشي ١ : ٣٠٣ ، الحديث : ٦٨ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٩ : ٢٨٦ ؛ كنز العمّال ١١ : ١٧٠ ، الحديث : ٣١٠٨٣.