وقوله ـ عليهالسلام ـ : «فعاشوا بعد ذلك ...» إلى آخره ، يمكن أن يستفاد من سياق الآية ؛ إذ لو كان إحياء بلا إعاشة ـ كأن يكون ذلك لآية معجزة كما في قصّة أصحاب الكهف ، أو تحدّيا من نبيّ ـ كان الغرض الأصيل متعلّقا به وببيانه ، ولم يجز في مسلك البلاغة إلغاؤه والصفح عنه ، وهو ظاهر ، ولم يكن لتذييله بما ذيّل به من قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ) وجه ، والسياق أيضا يفيد كون إحيائهم فضلا عليهم ، فعلّله بقوله : (إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ) لا أنّ الله أحياهم ليعتبر به وبهم المعتبرون أنّ الله لذو فضل على الناس ؛ إذ لو كان كذلك لم يكن بدّ في الكلام من ذكر الغرض.
*