ومن العنادية : والتهكمية ، والتمليحية ، وهما ما استعمل فى ضد أو نقيض ، نحو : (فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) أى أنذرهم ، استعيرت البشارة ، وهى الإخبار بما يسر ، للإنذار الذى هو ضده ، بإدخال جنسها على سبيل التهكم والاستهزاء ، نحو : (إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ) عنوا : الغوىّ السفيه تهكما.
وتنقسم باعتبار آخر إلى :
تمثيلية ، وهى أن يكون وجه الشبه فيها منتزعا من متعدد ، نحو : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً) شبه استظهار العبد بالله ووثوقه بحمايته والنجاة من المكاره باستمساك الواقع فى مهواة بحبل وثيق مدلى من مكان مرتفع يأمن انقطاعه.
وقد تكون الاستعارة بلفظين ، نحو : (قَوارِيرَا قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ) يعنى تلك الاوانى ليست من الزجاج ولا من الفضة ، بل فى صفاء القارورة وبياض الفضة.
وإذا كان التشبيه من أعلى أنواع البلاغة وأشرفها ، فإن الاستعارة أبلغ منه لأنها مجاز ، وهو حقيقة ، والمجاز أبلغ ، فإذا الاستعارة أعلى مراتب الفصاحة ، وكذا الكناية أبلغ من التصريح ، والاستعارة أبلغ من الكناية ، لأنها كالجامعة بين كناية واستعارة ، ولأنها مجاز قطعا. وفى الكناية خلاف.
وأبلغ أنواع الاستعارة التمثيلية ، ويليها المكنية ، ولاشتمالها على المجاز العقلى ، والترشيحية أبلغ من المجردة والمطلقة ، والتخييلية أبلغ من التحقيقية.
والمراد بالأبلغية إفادة زيادة التأكيد والمبالغة فى كمال التشبيه ، لا زيادة فى المعنى لا توجد فى غير ذلك.