وعنه صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «إذا سلمتم على فسلّموا على المرسلين ، فإنما أنا أحدهم» (١).
الإشارة : ترى بعض الناس يقول : لو ظهر شيخ التربية لكنّا من المخلصين ، بصحبته وخدمته ، فلما ظهر كل الظهور جحد وكفر ، وأنف واستكبر ، وقنع بما عنده من العلم ، فإذا رأى ما ينزل بأهل النسبة من أصحابه ، من الامتحان فى أول البادية ، قال : ليس هذه طريق الولاية ، فيقال له : ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين ، ولمن كان على قدمهم ، إنهم لهم المنصورون ، وإنّ جندنا لهم الغالبون ، فتولّ عن مثل هذا حتى حين ، وهو وقت هجوم الموت عليه ، وأبصر ما يحلّ به من غم الحجاب ، وسوء الحساب ، فسوف يبصرون ما يناله أهل النسبة من الاصطفاء والتقريب ، فإذا طلب الكرامة بالانتصار ممن ظلمهم ، فيقال له : (أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ ...) الآية. والغالب عليهم الرحمة. فإذا أوذوا قابلوا بالإحسان ، إذ لم يروا الفعل إلا من الرحمن ، فينزهونه بقولهم : (سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٢).
__________________
(١) أخرجه الطبري (٢٣ / ١١٦) وزاد السيوطي فى الدر (٥ / ٥٥٣) عزوه لعبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبى حاتم ، عن قتادة ، بنحوه. كما عزاه السيوطي لابن مردويه ، وابن سعد ، عن قتادة ، عن أنس.
(٢) إلى هنا ينتهى المجلد الرابع بتجزئة المحقق ، ويتلوه ـ إن شاء الله ـ المجلد الخامس ، وأوله تفسير سورة «ص». ـ أسأل الله العلى القدير ـ أن يتقبله بأحسن قبول ، وأن يبلّغ من طالعه كل مأمول. والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. وكان الفراغ من نسخ هذا المجلد وتحقيقه ومراجعته فى الثاني عشر من ربيع الأول ، سنة عشرين وأربعمائة وألف ، على يد / أحمد عبد الله القرشي ، عفا الله عنه ، آمين.