تأكيدا (وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُ) أي : المديون ، لأنّه المشهود عليه.
والإملال : الإملاء. (وَلْيَتَّقِ اللهَ رَبَّهُ) في الإملال (وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ) ولا ينقص من الحق (شَيْئاً) قدرا أو وصفا (فَإِنْ كانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً) : ناقص العقل مبذّرا (أَوْ ضَعِيفاً) : صبيا أو : شيخا مختلا (أَوْ لا يَسْتَطِيعُ) أو غير مستطيع (أَنْ يُمِلَّ هُوَ) لخرس أو جهل اللّغة (فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ) أي من يلي أمره كالأب والجدّ والوصيّ والحاكم والوكيل والمترجم ، على تفصيل في محله (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ) : اطلبوا أن يشهد شاهدان (مِنْ رِجالِكُمْ) المؤمنين.
ويفيد اشتراط بلوغ الشاهد وايمانه.
والأمر للاستحباب ، أو : الإرشاد (فَإِنْ لَمْ يَكُونا) أي : الشّهيدان (رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ) فليشهد رجل (وَامْرَأَتانِ) وهو مخصوص بالأموال (مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ) لعدالته عندكم. والقيد للجميع (أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما) الشهادة بأن تنساها (فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى) وعلّة اعتبار تعدّد المرأة : التذكير ، لكن جعل الضّلال علّة لكونه سببا له ، كقولهم : «أعددت الخشبة أن يميل الحائط فأدعمه» فكأنه قيل :
إرادة أن تذكّر إحداهما الاخرى إن ضلّت. ويشعر بنقص ضبطهن. وقرأ «حمزة» «إن تضلّ» ـ على الشّرط ـ ، ورفع «فتذكّر» ، و «ابن كثير» و «أبو عمرو» : «فتذكر» من «الإذكار» (١) (وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا) لإقامة الشّهادة أو تحمّلها.
وسمّوا «شهداء» لمجاز المشارفة. و «ما» مزيدة. وظاهر النهي : التحريم (وَلا تَسْئَمُوا) : ولا تملّوا (أَنْ تَكْتُبُوهُ) أي : الدّين أو الحق (صَغِيراً) كان (أَوْ كَبِيراً إِلى أَجَلِهِ) المسمّى (ذلِكُمْ) أي : الكتب (أَقْسَطُ) : أعدل (عِنْدَ اللهِ وَأَقْوَمُ) : وأثبت (لِلشَّهادَةِ وَأَدْنى أَلَّا تَرْتابُوا) : وأقرب إلى أن لا تشكّوا في قدر الدين وأجله(إِلَّا أَنْ
__________________
(١) حجة القراءات : ١٥٠ وتفسير مجمع البيان ١ : ٣٩٥ وتفسير البيضاوي ١ : ٢٧٠.