آخرون ، (١) والقراءتان معنا ، اما الجر فلعطفها على الرؤس ، ومقتضاه وجوب المسح ، وجعلها معطوفة عليها لا لتمسح ، بل ليقتصد في صب الماء عليها ، ولا يسرف فيه فتغسل غسلا شبيها بالمسح تعسّف وإلغاز وتعمية (٢) لا يجوز وقوعه في القرآن.
وجعلها معطوفة على الوجوه والجرّ للمجاورة ضعيف ؛ للفصل بجملة المسح ، وشذوذ جرّ الجوار وقصره على السماع وكونه فيما لا لبس فيه ، ولا حرف عطف معه ك «جحر ضبّ خرب» وها هنا لبس وعطف.
واما النصب فلعطفها على محل «رءوسكم» ، ومثله في القرآن العزيز وغيره غير عزيز ، فتطابق القراءتان في وجوب المسح ، وعطفها على الوجوه من أقبح الوجوه لإخراجه الكلام عن حلية الانتظام ، وتقدير فعل أي : واغسلوا ك «علفتها تبنا وماء» أي : وسقيتها ماء خلاف الأصل ، وانما ارتكب في المثال لتعذر الحمل على المذكور ، ولم يتعذر ها هنا لصحة العطف على المحل.
والكعب عندهم : ما نتأ (٣) عن يمين القدم وشماله.
وعندنا : العظم الناتي وسط القدم ، لأخبار أئمتنا. (٤) ومنّا من جعله مفصل السّاق والقدم ، (٥) ويختص المسح بظهر القدم ، ولا
__________________
(١) وهم الحسن بن أبي الحسن البصري ومحمّد بن جرير وابو على الجبائي ـ كما في الخلاف ١ : ٤٥٢ ـ.
(٢) الإلغاز والتعمية : عدم بيان المراد.
(٣) نتأ الشيء : ارتفع وانتفخ.
(٤) انظر الوسائل ١ : ٢٧٥ الباب (١٥) من أبواب الوضوء ـ الحديث (٩) والباب (٢٤) من أبواب الوضوء ، الحديث (٤).
(٥) وهو العلامة ، وقد اختاره في المختلف حيث قال : ويراد بالكعبين ـ هنا ـ : المفصل بين الساق والقدم.