عموما (بِالشَّهادَةِ عَلى وَجْهِها) الذي تحملوها عليه بلا تحريف لخوف الحلف (أَوْ) أدنى إلى أن (يَخافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمانٌ بَعْدَ أَيْمانِهِمْ) على الورثة المدعين فيحلفوا على كذبهم فيفتضحوا (وَاتَّقُوا اللهَ) أن تكذبوا وتخونوا (وَاسْمَعُوا) وصيته سماع قبول (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) الخارجين عن طاعته الى حجة أو الجنة.
[١٠٩] ـ (يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ) ظرف «لا يهدى» أو نصب ب «اذكر» مضمرا (فَيَقُولُ) ـ لهم توبيخا لقومهم ـ : (ما ذا) «ماذا» في موضع المصدر ، أي أيّ إجابة (أُجِبْتُمْ قالُوا أُجِبْتُمْ قالُوا) تشكيا وردا للأمر الى علمه بما كابدوا منهم (لا عِلْمَ لَنا) بما أنت تعلمه أي لا حاجة الى شهادتنا (إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) فتعلم ما أجابونا وما أسرّوا في أنفسهم ، أو معناه لا علم لنا مع علمك لأنك علام الغيوب فكيف الظواهر. وكسر «حمزة» و «أبو بكر» «غين» الغيوب حيث وقع. (١)
[١١٠] ـ (إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى والِدَتِكَ) أي اذكر «إذ يقول» أو بدل من «يوم يجمع» أي يوبّخ الكفرة (٢) يومئذ بسؤال الرسل عن إجابتهم ، وذكر ما منحهم من آياته فكذبهم قوم ودعوهم سحرة ، وغلا قوم ودعوهم آلهة (إِذْ أَيَّدْتُكَ) قويتك ظرف «نعمتي» (بِرُوحِ الْقُدُسِ) جبرئيل عليهالسلام ، أو روحك المطهرة من الأدناس (تُكَلِّمُ النَّاسَ) حال من كاف «أيدتك» (فِي الْمَهْدِ) طفلا (وَكَهْلاً) بلا تفاوت في كمال العقل. ويفيد نزوله قبل الساعة لأنه رفع ولما يكتهل (وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى بِإِذْنِي) فسّر في «آل عمران» (٣) وقرأ «نافع» «طائرا» (٤) (وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي
__________________
(١) تفسير البيضاوي ٢ : ١٧٤.
(٢) كذا ظاهر الأصل ، وفي «ب» : نوبخ الكفرة وفي «ج» توبيخا لكفرة وفي «ط» توبيخ الكفرة.
(٣) عند تفسير الآية : ٤٩ من سورة آل عمران.
(٤) حجة القراءات : ١٦٤.