به همزة ، بشهادة التّكبير والتّصغير.
أو : من «السّمة» وأصله «وسم» حذفت الواو وعوّض عنها الهمزة.
ولم يقل بالله ، لأنّ التبرّك باسمه ، وليعمّ كل أسمائه.
و «الله» أصله : «إله» ، حذفت الهمزة وعوّض عنها أداة التعريف (١) لكنّه مختصّ بالمعبود بالحقّ. و «الإله» كان لكلّ معبود ، ثم غلّب في المعبود بالحقّ. وهو من «أله» بالفتح : عبد أو تحيّر ، أو ـ الكسر ـ : سكن أو فزع أو ولع ، لأنه معبود تتحيّر فيه العقول ، وتطمئن بذكره القلوب ، ويفزع اليه ، ويولع بالتضرّع لديه.
وقيل : أصله «لاه» مصدر لاه ليها ولاها : احتجب وارتفع. فأدخلت عليه الأداة. (٢)
وفي الحديث إشارة إلى جلّ هذه المعاني : فعن أمير المؤمنين عليهالسلام : «الله ، معناه : المعبود الذي تألّه فيه الخلق ، ويؤله اليه ، المستور عن إدراك الأبصار ، المحجوب عن الأوهام والخطرات». (٣)
وهو علم شخصي للذات المقدّس الجامع لكلّ كمال ؛ لا اسم لمفهوم واجب الوجود ، وإلّا لم تفد كلمة الشّهادة : التوحيد ؛ لاحتمال اعتقاد قائلها تعدّد أفراد ذلك المفهوم.
وعورض بأنّه لو كان كذلك لم يفده : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) لجواز علميّته لأحد أفراد الواجب ، مع عدّهم السّورة من أدلّة التّوحيد.
__________________
(١) قال سيبويه : «الله» مشتق ، وأصله : «اله» دخلت عليه الالف واللام فبقي الإله ثم نقلت حركة الهمزة الى اللام وسقطت فأسكنت اللام الاولى وأدغمت. ينظر مجمع البحرين ٦ : ٣٤٠ ـ.
(٢) نقل هذا القول الشيخ الطوسي في تفسير التبيان : ١ / ٢٧ ، والطبرسي في تفسير مجمع البيان ١ : ١٩.
(٣) رواه الصدوق في كتاب التوحيد : ٨٩ مع اختلاف يسير.