والمالك : من له التّصرّف فيما في حوزته ، والملك : من له التّصرّف في الأمور ـ في الأمر والنّهي ـ بالغلبة.
والدين : الجزاء ، ومنه : «كما تدين تدان». (١)
وعن الباقر عليهالسلام : أنه الحساب. (٢)
وإضافة اسم الفاعل الى الظّرف لإجرائه مجرى المفعول به توسّعا ، وسوّغ وصف المعرفة به قصد معنى المضيّ ؛ تنزيلا لمحقّق الوقوع منزلة ما وقع ، أو قصد الاستمرار الثّبوتيّ. والمعنى : ملك الأمر كلّه في ذلك اليوم ، أو له الملك ـ بكسر الميم ـ فيه ، فإضافته حقيقيّة ، وكذا إضافة «ملك» إذ لا مفعول للصّفة المشبّهة.
وتخصيص اليوم بالإضافة ـ مع أنه تعالى مالك وملك لجميع الأشياء في كلّ الأوقات ـ لتعظيم اليوم ، أو لتفرّده تعالى بالملك والملك فيه ؛ لأن ما حصل منهما للبعض في الدنيا بحسب الظاهر يزول وينفرد سبحانه بهما (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ). (٣) وفي التّعبير باسم الذّات الدّالّ على استجماع الكمالات ، وتعقيبه بتلك الصّفات المنتفية عمّا سواه تعالى ، دلالة على انحصار استحقاق الحمد فيه ، وقصر العبادة والاستعانة عليه تعالى ، وإرشاد الى المبدأ والمعاد ، وتنبيه على أنّ من يحمده النّاس إمّا أن يحمدوه لكماله الذّاتيّ ، أو لإنعامه عليهم ، أو لرجائهم إحسانه في المستقبل ، أو لخوفهم من كمال قهره ، فكأنّه تعالى يقول : أيها النّاس إن كنتم تحمدون للكمال الذّاتي ؛ فأنا الله ، أو للإنعام والتّربية ؛ فأنا ربّ العالمين ، أو للرجاء في المستقبل ؛ فأنا الرّحمن الرّحيم ، أو للخوف من كمال القهر ؛ فأنا مالك
__________________
(١) وهو قول أمير المؤمنين عليهالسلام كما ورد في نهج البلاغة (الخطبة : ١٥٣).
(٢) تفسير التبيان ١ : ٣٦ وتفسير مجمع البيان ١ : ٢٤.
(٣) سورة المؤمن : ٤٠ / ١٦.