وتعريف الموصول إمّا للعهد ويراد ناس معيّنون ك «أبي لهب» وأضرابه ، أو للجنس ويخصّصه الخبر بالمصرّين.
والكفر ـ لغة ـ : ستر النّعمة ، من الكفر ـ بالفتح ـ وهو : السّتر.
وشرعا : عدم التّصديق بما علم ضرورة مجيء النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم به.
(سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ) «سواء» اسم بمعنى : الإستواء ، وصف به كما وصف بالمصادر ، ورفع بأنّه خبر «إنّ» ، وما بعده رفع بالفاعليّة.
والتّقدير : انّهم مستو عليهم إنذارك وعدمه. أو : بأنّه خبر لما بعده ، أي : إنذارك وعدمه سواء عليهم. والجملة خبر «إنّ» والاسناد الى الفعل لتأويله بالمصدر. وعدل إلى الفعل ملاحظة للتجدّد ، ولأليقيّته (١) بالهمزة و «أم» المقرّرتين للاستواء ، وجرّدتا عن معنى الاستفهام لمجرّد الاستواء.
والإنذار : التخويف ـ أي من عقاب الله تعالى. (لا يُؤْمِنُونَ) جملة مؤكّدة لما قبلها فلا محلّ لها ، أو حال مؤكّدة من ضمير «عليهم» ، أو خبر «أنّ» والجملة قبلها اعتراض وإخباره تعالى بأنّهم لا يؤمنون ، لا ينفي قدرتهم على الايمان ، فلا يكون تكليفهم به تكليفا بما لا يطاق. وفي الآية إخبار بالغيب واعجاز ان أريد بهم معيّنون.
[٧] ـ (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ) استئناف. والختم : أخو الكتم ، إذ في الاستيثاق من الشّيء بضرب الخاتم عليه كتم له.
والغشاوة : الغطاء. والختم ، والتّغطية امّا استعارة ، شبّه جعل قلوبهم بحيث لا ينفذ فيها الحق لإعراضهم عنه وأسماعهم بحيث تمجّه (٢) بضرب الخاتم على الشيء ، وجعل أبصارهم بحيث لا تجتلي الدلائل المنصوبة بالتغطية عليها ، أو تمثيل حال قلوبهم ومشاعرهم ـ مع الحالة المانعة من الاستنفاع بها فيما خلقت له
__________________
(١) في «ط» : وليتعقّبه.
(٢) المجّ ، هو : اللفظ ـ كما في ـ مجمع البحرين ـ ، والمراد استيحاش آذانهم من سماع الحقّ.