مثله. والضّمير ل «ما». و «من» للتّبعيض ، أو للتّبيين ، أو زائدة ، أي : مماثلة للقرآن في الطّبقة ، أو «عبدنا» و «من» للابتداء ، أي : بسورة كائنة ممّن هو على حاله من كونه امّيا. أو صلة «فأتوا». والضّمير ل «عبدنا». ورجّح (١) الرّد إلى المنزل ؛ لمطابقته (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ) (٢) ونحوه ، ولأنّ الحديث فيه لا في المنزل عليه ، ولأنّ التّحدّي للكلّ بمثل ما أتى به واحد منهم أبلغ من التّحدي لواحد منهم بذلك ، ولملائمته لقوله (وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ) أي استعينوا بكلّ من يعينكم.
والشهداء : جمع شهيد ، وهو الحاضر أو القائم بالشّهادة.
ومعنى «دون» : أدنى مكان من الشيء ، ثم استعير للتّفاوت في المراتب ، ثم استعمل في كلّ تجاوز الى حدّ ، والظرف متعلق ب «ادعوا» اى ادعوا الى المعارضة كلّ من حضركم غير الله ـ لأنّه القادر على الإتيان بمثله ـ.
أو ادعوا من دون الله من يشهدون بصدقكم ، أي : لا تستشهدوا بالله ـ كما يفعل العاجز عن البيّنة ـ. أو بشهدائكم ، أي : ادعوا الّذين اتّخذتموهم آلهة من دون الله ، وزعمتم أنّهم يشهدون لكم يوم القيامة ليعينوكم في المعارضة. وفي أمرهم بالاستظهار فيها بالجماد غاية التهكّم بهم (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) أنّه تقوّله. والصّدق : الأخبار المطابق للواقع.
[٢٤] ـ (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) لمّا عرّفهم ما يتعرّفون به أمر النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ قال لهم : فإذا لم تعارضوه وعجزتم عن ذلك ، وبأن لكم أنّه معجز يجب التّصديق به فصّدقوا ، (٣) وخافوا النار المعدّة لمن كذّب. وجيء ب «إن» ـ التي للشّك ـ مكان «إذا» ـ التي للوجوب ـ تهكّما
__________________
(١) في «ب» و «ج» : والأرجح.
(٢) كما ورد في سورة يونس : ١٠ / ٣٨.
(٣) في «ج» : فصدقوه.