تنشيطا لاكتساب ما يزلف ، وتثبيطا عن اقتراف ما يتلف.
والمأمور : الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أو كلّ من يقدر على البشارة ، وهي : الإخبار بالسّار (فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) (١) تهكّم.
و «الصالحات» : جمع صالحة ، صفة غلّبت فجرت مجرى الأسماء ـ كالحسنة ـ. وهي ـ من الأعمال ـ : ما استقام وترتّب عليه الثواب بدليل شرعيّ. وتأنيثها بتأويل الخصلة. و «اللّام» للجنس. ورتّبت البشارة على الايمان والعمل إيذانا بأنّ السّبب في استحقاقها الجمع بين الأمرين (أَنَّ لَهُمْ) منصوب بنزع الخافض وإفضاء الفعل اليه.
(جَنَّاتٍ) الجنة : المرّة من الجنّ ، وهو : الستر ، سمّى بها : الشّجر المتكاتف لتظليله ، كأنّه يستر ما تحته سترة واحدة. ثمّ : البستان لما فيه من الأشجار المظللة الملتفّة. ثمّ : دار الثّواب لما فيها من الجنان. وجمعت ونكّرت لاشتمالها على جنان كثيرة متنوّعة على مراتب متفاوتة بحسب استحقاق (٢) العاملين ، لكل طبقة منهم جنات منها (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) أي من تحت أشجارها النّابتة على الشّواطئ. روي : أنّ أنهارها تجري من غير أخدود (٣) ولام «الأنهار» للجنس ، أو للعهد. والمعهود ما في قوله تعالى : (أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ ...) (٤) الآية.
والنّهر ـ بالفتح والسكون ـ : المجرى والواسع فوق الجدول (٥) ودون البحر ك «الفرات». والمراد : ماؤها ـ إضمارا أو مجازا ـ. أو المجاري ، وإسناد الجري إليها مجاز (كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا) صفة اخرى ل «جنّات» ،
__________________
(١) الوارد في آل عمران : ٣ / ٢١ والتوبة : ٩ / ٣٤ والإنشقاق : ٨٤ / ٢٤.
(٢) في «ب» و «ج» : استحقاقات.
(٣) كما في تفسير التبيان ١ / ١٠٩ باختلاف يسير ، ورواه السيوطي في الدر المنثور ١ / ٣٨ عن مسروق.
(٤) سورة محمّد : ٤٧ / ١٥.
(٥) الجدول : النهر الصغير.