بِأَسْماءِ هؤُلاءِ) المعروضات. تبكيت لهم ، وبيان لأحقيّة «آدم» بالخلافة لتفضيله بالعلم الذي مدار أمرها عليه ، لا تكليف لهم ؛ لعلمه بعجزهم عن الإنباء فيمتنع التكليف به.
والأنباء : إخبار مع إعلام (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) فيما يلزم مقالكم من زعمكم أنّكم أحقّ بالخلافة منهم.
[٣٢] ـ (قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا) إقرار بالقصور ، وإيذان بأنّ سؤالهم كان استعلاما لا اعتراضا ، وبأنّهم ظهر لهم خلاف ما زعموا ، وشكر له على كشف ما خفي عليهم ، وتأدّبا لديه بتفويض العلم كلّه اليه.
و «سبحان» مصدر ك «غفران» ، أو اسم له ، نصب بإضمار فعله ، أتي به تنزيها له تعالى عمّا لا يليق به ، أو عن أن يشارك في علم الغيب (إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ) بكلّ شيء بلا تعليم (الْحَكِيمُ) المحكم لأفعاله ، فكلّها حكمة وصواب. و «أنت» فصل ، أو مبتدأ خبره : ما بعده ، والجملة : خبر «إنّ».
[٣٣] ـ (قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) الهمزة للإنكار وإثبات المنفيّ. كأنه قيل : قد قلت لكم ـ في ضمن قولي : «إني أعلم ما لا تعلمون» ـ : إني أعلم ما خفي عليكم من امور السّماوات والأرض وأعلم علانيتكم وسرّكم ؛ لأنّ جميع ذلك مما لا يعلمون به. وقيل : «ما تبدون» قولكم : (أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها) ، و «ما تكتمون» : إضماركم أنّكم أفضل من كلّ خلق يخلقه الله تعالى. (١)
ودلّت الآيات على شرف الإنسان والعلم وفضله على العبادة وتوقّف الخلافة عليه ، وأنّ آدم عليهالسلام أفضل من الملائكة ، لأنّه أعلم منهم.
__________________
(١) وهذا مختار الطبري ـ كما في تفسيره مجمع البيان ١ / ٧٩.