بسم الله الرّحمن الرّحيم
باسمك اللهمّ استعنّا ، وفى توفيقك رغبنا ، وعلى تسديدك عوّلنا ، فأرشدنا بصواب القول والعمل ، وجنّبنا فتن الأهواء وعثرات الزلل ، إنك لطيف لما تشاء.
وبعد
فبهذا الجزء السادس يتمّ كتاب أداره مؤلفه ـ رحمهالله ـ على ما فى الكتاب العزيز من لطائف جلاها فى بصائر ، وضمّن كل بصيرة دقائق ورقائق ، وعرضها عرضا جعل قارئها يستشرف منها على رياض مونقة من المعرفة ، ويظفر فيها من قرائح العقول ، وشريف الكلام ، ودقيق المسائل ، وثاقب اللمع ، ومستنبط الآراء ، ومستخلص الحجج ، ما لم يكن لتفتح عليه كنوزه لو لا جهد المؤلّف وسياحته فى ميادين المعارف ، وغوصه فى بطون الكتب يستخرج الخبيء ، ويلتقط الدرّ الثمين.
ولئن قيّض الله لمؤلف هذا الكتاب عالما من الأمراء ، هو السلطان الأشرف إسماعيل بن العباس من آل رسول باليمن ، فأفاض عليه من عطائه ما مكّنه أن يؤلّفه على نحو ما ذكرت ، فلقد هيّأ الله كذلك لإخراجه من زوايا الإهمال رجلا له همّة الأمراء وعزمها ، وفضيلة العلماء وشغفها بتيسير العلم لطالبيه ، ذلكم هو الأستاذ «محمد توفيق عويضة» ، فقد كانت أمانته العامة للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية يمنا على التراث الإسلامىّ ومحققيه ، قد بسط لهم يده ليمكنهم من إحيائه على نهج دقيق رسمته لجنة إحياء التراث بالمجلس ، ثقة منه بأن هذا خير ما يدعم ما نادى به رئيس جمهوريتنا الرجل المؤمن (محمد أنور السادات) من شعار دولة العلم والإيمان ، أعز الله الإسلام والمسلمين برجال (صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ).
* * *