(وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٤١)
وجدنا في بداية هذه السورة كيف أنّ بعض المسلمين تشاجروا في شأن تقسيم الغنائم بعد غزوة بدر ، وفي هذه الآية عود إلى مسألة الغنائم. يقول الحق سبحانه : (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِّن شَىْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِى الْقُرْبَى) [الأئمة من أهل البيت عليهمالسلام] (وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) ـ من ذرّية الرسول صلىاللهعليهوآله أيضاً.
ويضيف مؤكّداً : (إِن كُنتُمْءَامَنتُم بِاللهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ) ـ أي يوم بدر ـ (يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ).
وتشير الآية في نهايتها إلى قدرة الله غير المحدودة ، فتقول : (وَاللهُ عَلَى كُلّ شَىْءٍ قَدِيرٌ). أي : بالرغم من قلتكم يوم بدر وكثرة عدوّكم في الظاهر ، لكن الله القادر خذلهم وأيدكم فانتصرتم عليهم.
إنّ الآية محل البحث جاءت في سياق آيات الجهاد ، إلّاأنّها تقول : «إنّ أية فائدة أو ربح تحصلون عليه ـ ومنه غنائم الحرب ـ فعليكم أن تعطوا خمسه».
ما هو المراد من سهم الله؟ إنّ ذكر سهم على أنّه سهم الله ، للتأكيد على أهمية مسألة الخمس وإثباتها ، ولتأكيد ولاية الرسول والقيادة الإسلامية وحاكمية النبي صلىاللهعليهوآله أيضاً.
أي كما أنّ الله جعل سهماً باسمه وهو أحق بالتصرف فيه ، فقد أعطى النبي والإمام حق الولاية والتصرف فيه كذلك ، وإلّا أنّ سهم الله يُجعل تحت تصرف النبي أو الإمام يصرفه في المكان المناسب ، وليس لله حاجة في سهم معين.
* * *