١ ـ إلغاء عهد المشركين.
٢ ـ لا يحق للمشركين أن يحجّوا في المواسم المقبلة.
٣ ـ منع العراة والحفاة من الطواف الذي كان شائعاً ومألوفاً حتى ذلك الوقت.
٤ ـ منع المشركين من دخول البيت الحرام.
ثم أمهلتهم مدّة أربعة أشهر ليفكروا فيها ويحدّدوا موقفهم من الإسلام ، فإمّا أن يتركوا عبادتهم للأصنام ، أو يتهيأوا للمواجهة والقتال ، فقالت : (فَسِيحُوا فِى الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِى اللهِ وَأَنَّ اللهَ مُخْزِى الْكَافِرِينَ).
(وَأَذَانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٣) إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (٤)
نلحظ في هاتين الآيتين البينتين مزيد تأكيد على موضوع إلغاء المعاهدات التي كانت بين النبي صلىاللهعليهوآله والمشركين ، حتى أنّ تاريخ الإلغاء قد اعلن في هذه الآية إذ نقول : (وَأَذَانٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِىءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ).
إنّ الله سبحانه يريد في هذا الإعلان العام في مكّة المكرمة ، وفي ذلك اليوم العظيم ، أن يوصد كل ذريعة يتذرع بها المشركون والأعداء ، ويقطع ألسنة المفسدين.
ثم يتوجه الخطاب في الآية إلى المشركين أنفسهم ترغيباً وترهيباً ، لعلهم يهتدون ، إذ تقول الآية : (فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ). أي إنّ الإستجابة لرسالة التوحيد فيها صلاحكم وفيها خير لكم ولمجتمعكم ودنياكم وآخرتكم ، فلو تدبّرتم بجد وصدق لرأيتم أن قبول الدعوة هو البلسم الشافي لكل جراحاتكم وليس في الأمر منفعة لله أو لرسوله.
ثم إنّ الآية تُحذر المخالفين المعاندين المتعصبين فتقول : (وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرَ مُعْجِزِى اللهِ). فلا يمكنكم الخروج من دائرة قدرته المطلقة بحال.
وأخيراً فإنّ الآية أنذرت المعاندين المتعصبين قائلة : (وَبَشّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ).