كل الأوامر الصعبة التي يصدرها ، (حتى المسير عبر الصحاري المحرقة في فصل الصيف المقرون بالجوع والعطش لمواجهة عدو قوي في غزوة تبوك) فإنّ ذلك نوع من محبته ولطفه ، لنجاتكم ولتخليصكم من قبضة الظلم والاستبداد والمعاصى والتعاسة.
وفي الآية التي تليها ، وهي آخر آية في هذه السورة ، وصف للنبي صلىاللهعليهوآله بأنّه شجاع وصلب في طريق الحق ، ولا ييأس بسبب عصيان الناس وتمردهم ، بل يستمر في دعوتهم إلى دين الحق : (فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِىَ اللهُ لَاإِلهَ إِلَّا هُوَ). فهو حصنه الوحيد ... أجل لا حصن لي إلّا الله ، فإليه استندت و (عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ).
إنّ الذي بيده العرش والعالم العلوي وما وراء الطبيعة بكلّ عظمتها ، وهي تحت حمايته ورعايته ، كيف يتركني وحيداً ولا يعينني على الأعداء؟ فهل توجد قدرة لها قابلية مقاومة قدرته؟ أم يمكن تصور رحمة وعطف أشد من رحمته وعطفه؟
|
نهاية تفسير سورة التوبة |
* * *