إنّ الآية الثانية وضحت المقصود من «أولياء الله» فهي تقول : (الَّذِينَءَامَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ).
وتؤكّد الآية الثالثه على مسألة عدم وجود الخوف والغم والوحشة في شخصية وقلوب أولياء الحق بهذه العبارة : (لَهُمُ الْبُشْرَى فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَفِى الْأَخِرَةِ).
ثم تضيف من أجل التأكيد أيضاً : (لَاتَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ). بل هي ثابتة حقّة ، وأنّ الله سبحانه سيفي بما وعد به أولياءه ، و (ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
وحولت الآية الخطاب إلى النبي صلىاللهعليهوآله الذي يمثل رأس سلسلة أولياء الله وأحبائه مخاطبةً له بلحن المواساة وتسلية الخاطر : (وَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ العِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا). ولا يمكن أن يقوم العدو بعمل مقابل إرادة الحق ، فإنّه تعالى عالم بكل خططهم ودسائسهم. ف (هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
(أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (٦٦) هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) (٦٧)
جانب من آيات عظمته : تعود الآيات أعلاه مرّة اخرى إلى مسألة التوحيد والشرك والتي تعتبر واحدة من أهم مباحث الإسلام ، وبحوث هذه السورة ، وتجرّ المشركين إلى المحاكمة وتثبت عجزهم. فتقول أوّلاً : (أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَن فِى السَّموَاتِ وَمَن فِى الْأَرْضِ). وإذا كان الأشخاص ملكه ومنه ، فمن الاولى أن تكون الأشياء الموجودة في هذا العالم ملكه ومنه ، وبناءً على هذه فإنّه مالك كل عالم الوجود.
ثمّ تضيف الآية : (وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ شُرَكَاءَ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ). إذ لا دليل ولا برهان لهم على كلامهم (وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ).
وأساساً ، فإنّ إتباع الظن والحدس الذي لا يستند إلى أساس ثابت يجرّ الإنسان في النهاية إلى وادي الكذب عادة.
ثمّ ومن أجل إكمال هذا البحث ، وتبيّن طرق معرفة الله ، والإبتعاد عن الشرك وعبادة