وضعيف لا يستحق الحياة ، لأنّ هذا الركون ليس فيه نتيجة سوى الهزيمة والتبعية للمجتمع الإسلامي. وأمّا ما نلاحظه أحياناً من مسائل التبادل التجاري والروابط العلمية بين المسلمين والمجتمعات غير الإسلامية على أساس حفظ منافع المسلمين واستقلال المجتمعات الإسلامية وثباتها ، فهذا ليس داخلاً في مفهوم الركون إلى الظالمين ولم يكن شيئاً ممنوعاً من وجهة نظر الإسلام ، وفي عصر النبي نفسه صلىاللهعليهوآله والأعصار التي تلته كانت هذه الامور موجودة وطبيعية أيضاً.
(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (١١٤) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) (١١٥)
الصلاة والصبر : هذه الآيات تشير إلى أمرين من أهمّ الأوامر الإسلامية ، وهما في الواقع روح الإيمان وقاعدة الإسلام ، فيأتي الأمر أوّلاً بالصلاة : (وَأَقِمِ الصَّلَوةَ طَرَفَىِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ الَّيْلِ).
وظاهر التعبير من (طَرَفَىِ النَّهَارِ) هو بيان صلاة الصبح وصلاة المغرب اللتين يقعان طرفي النهار ؛ و «الزلف» : جمع «زلفة» التي تعني القرب ، ويشار بها إلى أوّل الليل القريب من النهار فتنطبق على صلاة العشاء.
ولأهمية الصلوات اليومية ـ خاصة ـ وجميع العبادات والطاعات والحسنات ـ عموماً ـ فإنّ القرآن يشير بهذا التعبير : (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيَاتِ ذلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ).
والآية آنفة الذكر كسائر آيات القرآن تبيّن تأثير الأعمال الصالحة في محو أثر الأعمال السيئة.
العمل الصالح الصادر من الهدف الإلهي يهب روح الإنسان لطافةً بامكانها أن تغسل آثار الذنوب وأن تبدّل ظلمات نفسه إلى أنوار.
الأهمية القصوى للصلاة : تلاحظ في الرّوايات المتعددة المنقولة عن النبي صلىاللهعليهوآله والأئمة الطاهرين عليهمالسلام تعبيرات تكشف عن الأهمية الكبرى للصلاة في نظر الإسلام. في تفسير مجمع البيان عن علي بن أبي طالب عليهالسلام أنّه قال : «كنّا مع رسول الله صلىاللهعليهوآله في المسجد ، ننتظر الصلاة فقام رجل فقال : يا رسول الله إنّي أصبت ذنباً. فأعرض عنه ، فلمّا قضى النبي صلىاللهعليهوآله الصلاة قام الرجل فأعاد القول ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : أليس قد صلّيت معنا هذه الصلاة ، وأحسنت لها الطهور؟ قال بلى. قال : فإنّها كفارة ذنبك».