(أزواج) هنا إمّا أن تشير إلى زوجات المجرمين والمشركين ، أو إلى من يعتقد إعتقادهم ويعمل عملهم ومن هو على شاكلتهم ، لأنّ هذه الكلمة تشمل المعنيين.
جملة (مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ) تشير إلى آلهة المشركين ، كالأصنام والشياطين والطغاة المتجبّرين والفراعنة والنماردة.
ففي أحد الأيام ارشدوا إلى الصراط المستقيم ولكنّهم لم يقبلوه ، واليوم يجب أن يهدوا إلى صراط الجحيم ، وهم مجبرون على القبول به ، وهذا توبيخ عنيف لهم يجعلهم يتحرّقون ألماً في أعماقهم.
(وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (٢٤) مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (٢٥) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (٢٦) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (٢٧) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (٢٨) قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٢٩) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْماً طَاغِينَ (٣٠) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (٣١) فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ) (٣٢)
الحوار بين القادة والأتباع الضالين : الآيات السابقة إستعرضت كيفية سوق ملائكة العذاب للظالمين ومن يعتقد إعتقادهم برفقة الأصنام والآلهة الكاذبة التي كانوا يعبدونها من دون الله ، إلى مكان معين ، ومن ثم هدايتهم إلى صراط الجحيم.
واستمراراً لهذا الإستعراض يقول القرآن : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسُولُونَ).
ولكن عمّاذا يسألون؟ هناك روايات يذكرها الشيعة والسنّة في أنّهم يسألون عن ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام (١).
وبالطبع ، فإنّ مثل هذه الروايات لا تحدّ من المفهوم الواسع للآيات ، بل تعكس مصاديقها الواضحة. بناءً على ذلك فإنّه ليس هناك أي مانع من أن يسأل عن كل شيء ، عن العقائد وعن التوحيد والولاية ، وعن الحديث والعمل ، وعن النعم والمواهب التي وضعها الله سبحانه وتعالى في إختيار الإنسان.
على أيّة حال ، فعندما يساق المجرمون إلى صراط الجحيم ، تكون أيديهم مقطوعة عن
__________________
(١) الرواية هذه وردت في الصواعق المحرقة / ٨٩ ، عن الديلمي عن أبي سعيد الخدري نقلاً عن النبي صلىاللهعليهوآله كما وردت عن الحاكم بن أبوالقاسم الحسكاني في شواهد التنزيل ٢ / ١٦٠ ، نقلاً عن رسول الله صلىاللهعليهوآله.