وفي كتاب ثواب الأعمال عن الإمام الباقر عليهالسلام قال : «من قرأ سورة ص في ليلة الجمعة اعطي من خير الدنيا والآخرة ما لم يعط أحد من الناس إلّانبي مرسل أو ملك مقرّب ، وأدخله الله الجنة وكل من أحبّ من أهل بيته حتى خادمه الذي يخدمه».
والمراد من التلاوة هنا التلاوة التي ترافق التفكير العميق والتصميم الجدّي ، الذين يدفعان الإنسان إلى العمل بما جاء في هذه السورة المباركة.
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
(ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (١) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (٢) كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ) (٣)
سبب النّزول
في الكافي عن الإمام الباقر عليهالسلام قال : «أقبل أبو جهل بن هشام ومعه قوم من قريش فدخلوا على أبي طالب ، فقالوا : إنّ ابن أخيك قد آذانا وآذى آلهتنا ، فادعه ومره فليكفّ عن آلهتنا ونكفّ عن إلهه».
قال : «فبعث أبو طالب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فدعاه ، فلمّا دخل النبي صلىاللهعليهوآله لم ير في البيت إلّا مشركاً فقال : السلام على من اتّبع الهدى ، ثم جلس فخبّره أبو طالب بما جاؤوا له ، فقال : أوَهل لهم في كلمة خير لهم من هذا يسودون بها العرب ويطأون أعناقهم؟ فقال أبو جهل نعم وما هذه الكلمة؟ فقال : تقولون لا إله إلّاالله.
قال : «فوضعوا أصابعهم في آذانهم وخرجوا هراباً وهم يقولون : ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلّاإختلاق». فأنزل الله تعالى في قولهم : (ص * وَالْقُرْءَانِ ذِى الذّكْرِ) إلى قوله (إنْ هذَا إِلَّا اخْتِلقٌ).
التّفسير
مرّة اخرى تمرّ علينا سورة تبدأ آياتها الاولى بحروف مقطعة وهو حرف (ص) ويطرح نفس السؤال السابق بشأن تفسير هذه الحروف المقطعة ، ولكن مجموعة من المفسرين إعتبرت هنا حرف (ص) رمزاً يشير إلى أحد أسماء الله ، وذلك لأنّ الكثير من أسمائه تبدأ بحرف الصاد مثل (صادق) ، (صمد) ، (صانع) ؛ أو أنّه إشارة إلى (صدق الله) التي إختصرت بحرف واحد.