قائمة الکتاب
40 ـ سورة غافر
٣٠١42 ـ سورة الشورى
٣١٩
إعدادات
مختصر الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل [ ج ٤ ]
مختصر الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل [ ج ٤ ]
المؤلف :آية الله ناصر مكارم الشيرازي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :مدرسة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
الصفحات :592
تحمیل
مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ * انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ).
وأخيراً يقول تعالى : (كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ الْكَافِرِينَ).
إنّ كفرهم وعنادهم سيكون حجاباً على قلوبهم وعقولهم ، ولذلك سيتركون طريق الحق ويسلكون سبيل الباطل ، فيحرمون يوم القيامة من الجنة وينتهي مصيرهم إلى النار. وهكذا يضل الله الكافرين.
الآية التي بعدها تشير إلى علة مصائب هذه المجموعة ، حيث يقول تعالى : (ذلِكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِى الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ).
كانوا يفرحون بمعارضة الأنبياء وقتل المؤمنين والتضييق على المحرومين ، وكانوا يشعرون بالعظمة عند إرتكاب الذنوب وركوب المعاصي واليوم عليهم أن يتحمّلوا ضريبة كل ذلك الفرح والغفلة والغرور من خلال هذه النيران والسلاسل والسعير.
ولمثل هؤلاء يصدر الخطاب الإلهي : (ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبّرِينَ).
هذه الآية تؤكّد مرّة اخرى على أنّ التكبّر هو أساس المصائب.
(فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (٧٧) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ) (٧٨)
فاصبر ... حتى يأتيك وعد الله : بعد سلسلة البحوث السابقة عن جدال الكافرين وغرورهم وتكذيبهم الآيات الإلهية والدلائل النبوية ، تأتي هاتان الآيتان لمواساة النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله وتأمرانه بالصبر والإستقامة في مواجهة المشاكل والصعاب. يأتي الأمر أوّلاً في قوله تعالى : (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ).
إنّ وعده بالنصر حق ، ووعده بمعاقبة المستكبرين المغرورين حق ، وكلاهما سيتحققان ، فعلى أعداء الحق أن لا يظنّوا بأنّهم يستطيعون الهروب من العذاب الإلهي بسبب تأخّر عقابهم ، لذلك تضيف الآية : (فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِى نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ).