[لا] تعلم كيف تقتل الآدميين (١) فعلّمهم الله عزوجل.
[٩٧٧] أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر (١) الجرجاني أنا عبد الغافر بن محمد الفارسي أنا محمد بن عيسى الجلودي ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج ثنا زهير بن حرب ثنا عمر (٢) بن يونس الحنفي ثنا عكرمة بن عمار ثنا أبو زميل هو سماك الحنفي ثني عبد الله بن عباس قال :
بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه ، وصوت الفارس يقول : أقدم حيزوم إذ نظر إلى المشرك أمامه فخرّ مستلقيا فنظر إليه فإذا هو قد خطم أنفه وشقّ وجهه لضربة السوط فاخضرّ ذلك أجمع ، فجاء الأنصاري فحدّث [ذاك](٢) رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «صدقت ذلك من مدد السماء الثالثة». فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين.
وروي عن أبي داود المازني وكان شهد بدرا قال : إني لأتبع رجلا من المشركين لأضربه إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي ، فعرفت أنه قد قتله غيري (٣).
وروى أبو أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه قال : لقد رأيتنا يوم بدر وإن أحدنا ليشير بسيفه إلى المشرك فيقع رأسه عن جسده قبل أن يصل إليه السيف (٤).
وقال عكرمة : قال أبو رافع مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم : كنت غلاما للعباس بن عبد المطّلب رضي الله عنه ، وكان الإسلام قد دخلنا أهل البيت وأسلمت أمّ الفضل وأسلمت وكان العباس يهاب قومه ويكره خلافهم ، وكان يكتم إسلامه ، وكان ذا مال كثير متفرّق في قومه ، وكان أبو لهب عدوّ الله قد تخلّف عن بدر وبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة ، فلما جاء الخبر عن مصاب أصحاب بدر كبته الله وأخزاه ، ووجدنا في أنفسنا قوة وعزّا وكنت رجلا ضعيفا وكنت أعمل القداح وأنحتها في حجرة زمزم ، فو الله إني لجالس أنحت القداح وعندي أم الفضل جالسة إذ أقبل الفاسق أبو لهب يجرّ رجليه حتى جلس على طنب (٥) الحجرة ، فكان ظهره إلى ظهري فبينا هو جالس إذ قال الناس : هذا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطّلب قد قدم ، فقال أبو لهب : إليّ يا ابن أخي فعندك الخبر ، فجلس إليه والناس قيام عليه ، قال : يا ابن أخي أخبرني كيف كان أمر الناس؟ قال : لا شيء والله إن كان إلّا أن لقيناهم فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا ويأسروننا كيف شاءوا ، وايم الله مع ذلك ما لمت الناس لقينا رجالا بيضا على خيل بلق بين
__________________
[٩٧٧] ـ إسناده حسن ، رجاله رجال مسلم. لكن عكرمة وشيخه يخط حديثهما عن درجة الصحيح.
وهو في «شرح السنة» برقم ٣٦٧١.
في «صحيح مسلم» ١٧٦٣ عن زهير بن حرب بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان ٤٧٩٣ والبيهقي (٦ / ٣٢١) وفي «الدلائل» (٣ / ٥١ ، ٥٢) من طريق أبي يعلى عن أبي خيثمة زهير بن حرب به مطوّلا.
(١) وقع في الأصل «عبد القادر» وهو تصحيف.
(٢) وقع في الأصل «عمرو» وهو تصحيف.
(٣) ذكره السيوطي في «الدر» (٣ / ٣١٣) ونسبه لعبد بن حميد وابن مردويه.
(٤) ذكره السيوطي في «الدر» (١ / ٣١٢) ونسبه لأبي الشيخ وابن مردويه.
(٥) الطنب : حبل الخباء.
__________________
(١) في المطبوع وط «يقتل الآدميون».
(٢) زيادة عن شرح السنة والمخطوط ، لكن المخطوط «ذلك».