أنا الربيع أنا الشافعي أنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «تجدون الناس معادن كمعادن الذهب والفضة ، فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا».
والفقه : هو معرفة أحكام الدين وهو ينقسم إلى فرض عين وفرض كفاية ، ففرض العين مثل علم الطهارة والصلاة والصوم فعلى كل مكلّف معرفته.
[١١٤٢] قال النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ومسلمة».
وكذلك كل عبادة أوجبها الشرع على كل واحد يجب عليه معرفتها ومعرفة علمها مثل علم الزكاة إن كان له مال ، وعلم الحجّ إن وجب عليه. وأما فرض الكفاية هو أن يتعلّم حتى يبلغ درجة (١) الاجتهاد ورتبة الفتيا ، فإذا قعد أهل بلد عن تعلّمه عصوا جميعا وإذا قام من كل بلد واحد بتعلّمه سقط الفرض عن الآخرين ، وعليهم تقليده فيما يقع لهم من الحوادث.
[١١٤٣] روى أبو أمامة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم».
__________________
وأخرجه البخاري ٣٤٩٥ ، ٣٤٩٦ و ٣٥٨٧ ، ٣٥٨٨ من طريق أبي الزناد بهذا الإسناد مختصرا.
أخرجه البخاري ٣٤٩٣ و ٣٤٩٤ ومسلم ٢٥٢٦ وص ٢٠١١ من طريق أبي زرعة عن أبي هريرة مرفوعا.
وأخرجه مسلم ٢٥٢٦ وأحمد (٢ / ٥٢٤ ، ٥٢٥) وابن حبان ٥٧٥٧ من طريق يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة به.
[١١٤٢] ـ حسن دون لفظ «مسلمة». أخرجه ابن ماجه ٢٢٤ وابن عدي (٦ / ٧١) وأبو يعلى ٢٨٣٧ وابن الجوزي في «الواهيات» ٦٠ و ٦١ و ٧٤ من طرق عن أنس مرفوعا ، وإسناده ضعيف بكل طرقه.
وأخرجه ابن عدي (٥ / ٢٤٢) وابن الجوزي في «الواهيات» ٥٠ من حديث علي.
وأخرجه ابن الجوزي ٥٣ و ٥٤ من حديث ابن عمر ، و ٥٨ من حديث ابن عباس و ٥٧ من حديث ابن مسعود ، و ٥٩ من حديث جابر ، ثم ختم كلامه بقوله : هذه الأحاديث كلها لا تثبت ثم تكلم على أسانيده واحدا واحدا ، وأعلها بالضعف ، ثم ختم كلامه بقوله : قال الإمام أحمد : لا يثبت عندنا في هذا الباب شيء.
وجاء في «المقاصد الحسنة» ٦٦٠ ما ملخصه : روي عن نحو عشرين تابعيا عن أنس به ، وفي كل منها مقال ، ولذا قال ابن عبد البر : طرقه كلها معلولة لا حجة في شيء منها من جهة الإسناد ، وقال البزار : روي عن أنس بأسانيد واهية. وقال البيهقي : متنه مشهور وإسناده ضعيف ، وروي من طرق كلها ضعيفة. وكذا قال أحمد قبله ، ومثله إسحاق بن راهويه وقال أبو علي الحافظ : لم يصح فيه إسناد. لكن العراقي قال في «تخريجه الكبير للإحياء» : قد صحح بعض الأئمة طرقه.
وقال المزي : إن طرقه تبلغ به رتبة الحسن اه باختصار.
وقد حسنه شعيب الأرناءوط وعبد القادر الأرناءوط في تعليقهما على كتاب «مختصر منهاج القاصدين» عند بحث : طلب العلم فريضة ، وانظر «مختصر منهاج القاصدين» ص ١٩ بتخريجي والله تعالى أعلم.
تنبيه : اشتهر على الألسنة زيادة «ومسلمة» وهذه الزيادة لم ترد في شيء من طرقه وإنما هي في مضمون الحديث.
فائدة : وأما حديث «اطلبوا العلم ، ولو بالصين» فهو ضعيف جدا بل أورده ابن الجوزي في «الموضوعات» (١ / ٢٥١) فأصاب. والله الموفق. وانظر «منهاج القاصدين» رقم ١٠.
[١١٤٣] ـ أخرجه الترمذي ٢٦٨٥ من طريق الوليد بن جميل حدثنا القاسم أبو عبد الرحمن عن أبي أمامة مرفوعا.
قال الترمذي : هذا حديث غريب اه.
وأخرجه الدارمي (١ / ٨٨) عن الوليد بن جميل الكتاني حدثنا مكحول ، فذكره مرسلا. مع اختلاف يسير فيه.
__________________
(١) في المخطوط «رتبة».