يعني : يوم القيامة ، (وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ) ، أي : يشهده أهل السماء والأرض.
(وَما نُؤَخِّرُهُ) ، أي : وما نؤخّر ذلك اليوم ، فلا نقيم عليكم القيامة. وقرأ يعقوب : وما يؤخّره بالياء ، (إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ) ، [أي :](١) معلوم عند الله [تعالى](٢).
(يَوْمَ يَأْتِ) ، قرئ بإثبات الياء وحذفها ، (لا تَكَلَّمُ) ، أي : لا تتكلم (نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) ، أي : فمنهم من سبقت له الشقاوة ومنهم من سبقت له السعادة.
[١١٦٤] أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري أنبأنا جدي أبو سهل عبد الصمد بن عبد الرحمن البزاز أنبأنا أبو بكر محمد بن زكريا العذافري أنبأنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد الدبري أنبأنا عبد الرزاق أنا [معمر عن منصور عن سعيد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السّلمي](٣) عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال :
خرجنا على جنازة فبينا نحن بالبقيع إذ خرج [علينا] رسول الله صلىاللهعليهوسلم وبيده مخصرة فجاء فجلس ثم نكت بها الأرض ساعة ، ثم قال : «ما من نفس منفوسة إلّا وقد كتب مكانها من الجنّة أو النار ، إلّا وقد كتبت شقية أو سعيدة». قال : فقال رجل : أفلا نتّكل على كتابنا يا رسول الله وندع العمل؟ قال : «لا ، ولكن اعملوا فكلّ ميسّر لما خلق له ، أما أهل الشقاوة فسييسّرون لعمل أهل الشقاوة ، وأما أهل السعادة فسييسّرون لعمل أهل السعادة» ، قال : ثم تلا : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى (٧) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى (١٠)) [الليل : ٥ ـ ١٠].
قوله : (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (١٠٦)) ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : الزفير الصوت الشديد ، والشهيق الصوت الضعيف. وقال الضحاك ومقاتل : الزفير أول نهيق الحمار ، والشهيق أخره إذا ردّده في جوفه. وقال أبو العالية : الزفير في الحلق والشهيق في الصدر.
(خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلاَّ ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ (١٠٧) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلاَّ ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (١٠٨))
(خالِدِينَ فِيها) ، لابثين مقيمين فيها ، (ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) ، قال الضحاك : ما دامت سماوات الجنّة والنار وأرضها ، وكل ما علاك فأظلّك فهو سماء ، وكل ما استقرّت عليه قدمك فهو أرض. وقال أهل المعاني : هذا عبارة عن التأييد على عادة العرب ، يقولون : لا آتيك ما دامت السموات والأرض ، ولا يكون كذا ما اختلف اللّيل والنهار ، يعنون أبدا. قوله : (إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ) ، اختلفوا في
__________________
[١١٦٤] ـ صحيح ، إسحاق صدوق ، وقد توبع ومن دونه ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم.
عبد الرزاق هو ابن همام ، معمر هو ابن راشد ، منصور هو ابن المعتمر ، أبو عبد الرحمن السلمي هو عبد الملك بن حبيب.
وهو في «شرح السنة» ٧١ بهذا الإسناد ، وفي «مصنف عبد الرزاق» ٢٠٠٧٤ عن معمر به.
وأخرجه البخاري ١٣٦٢ و ٤٩٤٨ و ٦٢١٧ و ٧٥٥٢ ومسلم ٢٦٤٧ وأبو داود ٢٦٩٤ والترمذي ٣٣٤٤ وأحمد (١ / ١٢٩) والآجري في «الشريعة» ص ١٧١ من طرق عن منصور بن المعتمر به.
وأخرجه البخاري ٤٩٤٥ و ٤٩٤٩ و ٦٢١٧ ومسلم ٢٦٤٧ والترمذي ٢١٣٦ وابن ماجه ٧٨ وأحمد (١ / ٨٢ و ٣١٢ و ١٣٣) والآجري ص ١٧٢ وابن حبان ٣٣٤ من طرق عن الأعمش عن سعد بن عبيدة به.
__________________
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) سقط من المخطوط.