[١١٦٩] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد](١) المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا عبد السلام بن مطهّر ثنا عمر بن علي عن معن بن محمد الغفاري عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه :
عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «إنّ الدين يسر ولن يشادّ هذا الدين أحد إلّا غلبه ، فسدّدوا وقاربوا ، وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدّلجة».
قوله عزوجل : (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : ولا تميلوا. والركون : هو المحبة والميل بالقلب. وقال أبو العالية : لا ترضوا بأعمالهم. قال السدي : لا تداهنوا الظلمة. وعن عكرمة : لا تطيعوهم [فيما يقولوه ويعملوه](٢) ، وقيل : لا تسكنوا إلى الذين ظلموا (فَتَمَسَّكُمُ) ، فتصيبكم ، (النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِياءَ) ، أي : أعوان يمنعونكم من عذابه ، (ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ).
قوله عزوجل : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ) ، أي : الغداة والعشي. قال مجاهد : النهار صلاة الصبح والظهر والعصر. (وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ) ، صلاة المغرب والعشاء. [وقال مقاتل : صلاة الفجر والظهر طرف ، وصلاة العصر والمغرب طرف ، وزلفا من الليل يعني صلاة العشاء. وقال الحسن : طرفا النهار الصبح والعصر ، وزلفا من اللّيل المغرب والعشاء](٣). وقال ابن عباس رضي الله عنهما : طرفا النهار الغداة والعشي ، يعني صلاة الصبح والمغرب. قوله : (وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ) ، أي : ساعاته واحدتها زلفة وقرأ أبو جعفر : (زُلَفاً) بضم اللام. (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ) ، يعني : إن الصلوات الخمس يذهبن الخطيئات.
[١١٧٠] وروي أنها نزلت في أبي اليسر ، قال : أتتني امرأة تبتاع تمرا فقلت : إن في البيت تمرا أطيب منه ، فدخلت معي في البيت ، فأهويت إليها فقبلتها ، فأتيت أبا بكر رضي الله عنه فذكرت ذلك له فقال : استر على نفسك وتب ، فأتيت عمر رضي الله عنه ، فقال : استر على نفسك وتب ، فلم أصبر فأتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فذكرت ذلك له ، فقال : أخلفت غازيا في سبيل الله في أهله بمثل هذا ، حتى ظنّ أنه من أهل النار؟ فأطرق
__________________
[١١٦٩] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري.
وهو في «شرح السنة» ٩٣٠ بهذا الإسناد ، وفي «صحيح البخاري» ٣٩ عن عبد السلام بن مطهر به.
وأخرجه النسائي (٨ / ١٢١ و ١٢٢) وابن حبان ٣٥١ والبيهقي (٣ / ١٨) من طرق عن عمر بن علي به.
[١١٧٠] ـ أخرجه الترمذي ٣١١٥ والنسائي في «الكبرى» ١١٢٤٨ والطبري ١٨٦٩٧ و ١٨٦٩٨ من حديث أبي اليسر بن عمرو الأنصاري ، وليس في رواية الترمذي والنسائي ذكر عمر رضي الله عنه.
وقال الترمذي : وهذا حديث حسن صحيح.
وفي الباب من حديث معاذ بن جبل أخرجه الترمذي ٣١١٣ والدارقطني (١ / ١٣٤) والحاكم (١ / ١٣٥) والبيهقي (١ / ١٢٥) وصححه الدارقطني وسكت عليه الحاكم ، وكذا الذهبي ، مع أن إسناده منقطع.
فقد قال الترمذي : هذا حديث ليس إسناده بمتصل عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ ، وروى شعبة هذا الحديث عن ابن أبي ليلى مرسلا اه.
وانظر الحديث الآتي ، فإنه يشهد لأصله ، والله أعلم.
__________________
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) زيد في المطبوع.