وتفضي اليه ، ثم ينشر سرها ، انما مثل ذلك مثل شيطانة لقيت شيطانا في السكة ، فقضى منها حاجته والناس ينظرون اليه».
وفضيلة «الستر» تدعو صاحبها الى ستر «الصدقة» واخفائها ، فان ذلك في مواطنه أجمل وأحسن ، والقرآن الكريم يقول في سورة البقرة :
«إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ، وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ، وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ»(١).
ولقد أثنى رسول الله صلىاللهعليهوآله على الرجل الذي يستر صدقته ويخفيها ، حتى لا تدري شماله ما أعطت يمينه.
وهذه الفضيلة توجه صاحبها الى ستر الرؤيا السيئة التي يراها في النوم ، وروى البخاري هذا الحديث : «اذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فانما هي من الله ، فليحمد الله وليتحدث بها ، واذا رأى غير ذلك مما يكره فانما هي من الشيطان ، فليستعذ من شرها ، ولا يذكرها لاحد فانها لا تضره».
وفضيلة الستر توجه صاحبها الى التستر والاستخفاء ، للتخلص من عدوان أو طغيان ، فقد روى البخاري عن ابن أبي أوفى : «اعتمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم واعتمرنا معه ، فلما دخل مكة طاف وطفنا معه ، وأتى الصفا والمروة وأتيناهما معه ، وكنا نستره من أهل مكة أن يرميه أحد».
وفضيلة الستر من أخلاق الانبياء والمرسلين ، وقد ورد أن نبي الله
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية ٢٧١.