شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ ، وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ».
وفي سورة الناس :
«قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ، مَلِكِ النَّاسِ ، إِلهِ النَّاسِ ، مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ، مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ».
وفي سورة فصلت :
«وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»(١).
والمعنى : ان حاول الشيطان بمكره ووسوسته أن يثير في نفسك داعية الشر أو الفساد ، فافزع الى ربك مستعصما به ، متعوذا بجنابه ، حتى يصونك ويحفظك. ومثل هذه الآيات برهان قاطع على وجود الشيطان الموسوس للانسان وفي «تفسير المنار» جاءت هذه العبارة :
«ثبت في وحي الله تعالى الى رسله أن في عالم الغيب خلقا خفيا اسمه الشيطان ، لا تدركه حواسنا له أثر في أنفسنا ، فهو يتصل بها ، ويقوي داعية الشر فيها ، بما سماه الوحي وسواسا ونزغا ومسا ، ونحن نجد أثر ذلك في أنفسنا ، وان لم ندرك مصدره.
وقد شبهنا تأثير هذه الشياطين الخفية في الارواح بتأثير النّسم
__________________
(١) سورة فصلت ، الآية ٣٦.