وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَأُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ، وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ»(١).
وجعل القرآن الكريم فضيلة الامر بالمعروف من صفات المنصورين المعتزين بعزة الله سبحانه ، فقال في سورة الحج :
«وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ، الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ»(٢).
والآمر بالمعروف ، الناطق بالخير ، الموجه الى البر ، يكون من أهل الثواب الجزيل والاجر العظيم ، ولذلك يقول القرآن في سورة النساء :
«لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ، وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً»(٣).
ولقد انتهز القرطبي فرصة الحديث عن هذه الآية فتوسع في معنى المعروف وأثره وجمال وقعه ، وأنه لفظ يعم أعمال البر كلها ، والحديث
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآيتان ١١٤ و ١١٥.
(٢) سورة الحج ، الآيتان ٤٠ و ٤١.
(٣) سورة النساء ، الآية ١١٤.