وتدبر لأثره ، ثم استعملوا هذا اللفظ في الامر المستحسن الذي هو ضد المنكر ، ولذلك قالوا : المعروف اسم لكل فعل يعرف الانسان حسنه بالعقل أو الشرع.
والمفهوم الأخلاقي لفضيلة «المصاحبة بالمعروف» أو «المعاشرة بالمعروف» هو أن يصحب الانسان من يصحبه بحسن الفعال وطيب الاقوال ومحبوب الاحوال ، ومعاملة الصاحب بمثل ما نحب ونتمنى أن يعاملنا به ، وهذه المعاملة فضيلة أخلاقية قرآنية كريمة ، تحدث كتاب الله عنها وحث عليها.
وقد يحسن بنا ـ قبل أن نتعرف الى حديث القرآن عن المصاحبة بالمعروف ـ أن نتذكر أن القرآن المجيد أشار الى ما في الصحبة من تعارف واطلاع كل من الطرفين على أحوال صاحبه ، فيكون أعرف به من غيره ، فعبر القرآن أكثر من مرة عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بأنه «صاحب» فقال في سورة الاعراف :
«أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ»(١).
وقال في سورة سبأ :
«قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى ، ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ»(٢).
__________________
(١) سورة الاعراف ، الآية ١٨٤.
(٢) سورة سبأ ، الآية ٤٦.