منها أنها النبوة ، أو السنة ، أو تفسير القرآن ، أو فهم حقائقه ... الخ.
ووصف القرآن ربّ العزة بصفة «الحكيم» في عشرات من الآيات ، والحكمة من الله سبحانه هي معرفة الاشياء وايجادها على غاية الاحكام ، أو هو الذي يعلم أجلّ الاشياء بأجلّ العلوم ، وعلمه أزلي دائم لا يتصور زواله ولا يتطرق اليه خفاء ولا شبهة ، أو هو العادل في التقدير ، المحسن في التدبير ، ذو الحكمة البالغة ، الذي يضع كلّ شيء موضعه ، ولا يعرف كنه حكمته غيره سبحانه.
وجاء في التنزيل المجيد وصف القرآن بأنه «الذِّكْرِ الْحَكِيمِ». أي ذو الحكمة ، أو المحكم المتقن الذي لا اختلاف فيه ولا اضطراب ، ولذلك جاء في أول سورة هود :
«الر ، كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ».
ويشير ابن القيم الى قيام دعائم الكون على الحكمة ، فيقول «كل نظام الوجود مرتبط بهذه الصفة ، وكل خلل في الوجود وفي العبد فسببه الاخلال بها ، فأكمل الناس أوفرهم منها نصيبا ، وأنقصهم وأبعدهم عن الكمال أقلهم منها ميراثا».
* * *
واذا كانت كلمة «الحكمة» قد فسرها بعضهم بالعلم ، أو الفقه. فقد فسرها كثير من الحكماء بتفسيرات موصولة الاسباب بجوانب الاخلاق ، ونحن نستطيع بملاحظة هذه الجوانب أن ننظر الى «الحكمة» على أنها فضيلة من الفضائل الاخلاقية التي دعا اليها القرآن المجيد.
ان الحكمة بهذا المفهوم تطلق على كل ما يتحقق فيه الصواب من