عليه الصلاة والسّلام وان كان موجها اليه في النص.
ويعلق الامام محمد عبده على هذا الوعيد بأنه لأعلى الناس مقاما عند الله تعالى ، هو أشد وعيد لغيره ممن يتبع الهوى ، ويحاول استرضاء الناس بمجاراتهم ، على ما هم عليه من الباطل ، ويستحيل على النبي أن يتبع أهواءهم ، أو يجاريهم في شيء نهاه الله عنه ، فان كان أفرده بالخطاب ، فقد أراد أمته ، ليتنبه الغافل ، ويعلم المؤمنون أن اتباع أهواء الناس من الظلم العظيم الذي يقطع طريق الحق ، ويردي الناس في مهاوي الباطل.
وقد قالت الآية : «ولئن اتبعت أهواءهم» فجاءت كلمة «الاهواء» بلفظ الجمع تنبيها على أن لكل واحد هوى غير هوى الآخر ، ثم ان هوى كل واحد لا يتناهى ، فاتباع أهوائهم اذا نهاية الضلال والحيرة.
وكما اتخذ الله تعالى رسوله صلىاللهعليهوسلم ـ كما رأينا في الآيات المتقدمة ـ موضعا للنهي عن الهوى ، نجد أن الرسول قد حذر من اتباع الهوى ، فقال في حديثه الصحيح : «ثلاث مهلكات : شح مطاع ، وهوى متبع ، واعجاب المرء بنفسه».
وقد ذكر ابن ابي الحديد أن سبب هلاك النفس ليس الا هوى الانفس ، وقد قال هذا بمناسبة شرح خطبة للامام علي في «نهج البلاغة» جاء في أولها : «ان أخوف ما أخاف عليكم اثنتان : اتباع الهوى ، وطول الامل ، فاما اتباع الهوى فيصد عن الحق ، وأما طول الامل فينسي الآخرة».
ولقد عني علماؤنا بالحديث عن مقاومة الهوى ، وللامام ابن الجوزي كتاب ضخم اسمه «ذم الهوى» ، كما تحدث الغزالي عن خطورة الاتباع للهوى.
ويقول ابن سهل الاصبهاني : «العقل مع الروح يدعوان الى الآخرة ،